السبت، 18 أبريل 2009

رفاعة رافع الطهطاوي (1216 هـ/1801 - 1290 هـ/1873) :
من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا.
بدايته : نزل رفاعة الطهطاوي للقاهرة في (21) من عمره للدراسة بالأزهر ، وبعدها بخمس سنوات تولَّى التدريس في الأزهر ، وتوثقت صلته بشيخه شيخ الأزهر العلامة حسن العَطَّار. ظلَّ رفاعة يدرِّس بالأزهر لمدة عامين ، قضى بعدهما عامين إماماً وواعظاً في الجيش الذى أسَّسه محمد علي لتحقيق طموحه في تكوين إمبراطورية ترث الدولة العثمانية.
سفره إلى فرنسا : يبدأ المنعطفُ الكبير في سيرة رفاعة الطهطاوى مع سفره سنة 1242هجرية (=1826 م) إلى فرنسا France ضمن بعثة أرسلها محمد علىّ على متن السفينة الحربية الفرنسية لاترويت (La Truitte) لدراسة العلوم الحديثة.وكان الشيخ حسن العَطَّار وراء ترشيح رفاعة للسفر مع البعثة كإمامٍ لها وواعظٍ لطلابها ، وذهب كإمام ولكنه إلى جانب كونه إمام الجيش اجتهد ودرس اللغة الفرنسية هناك وبدأ بممارسة علم الترجمة Translation، وبعد سنوات خمسٍ حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة ، وقدَّم مخطوطة كتابه الذى نال بعد ذلك شهرة واسعة تَخْلِيصُ الإِبْرِيزِ فيِ تَلْخِيصِ بَارِيز.
العودة إلى مصر : عاد رفاعة لمصر سنة 1247 هـ/1831 مفعماً بالأمل منكبّاً على العمل فاشتغل بالترجمة في مدرسة الطب ، ثُمَّ عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعي وأفتتح سنة 1251ه/1835م مدرسة الترجمة ، التى صارت فيما بعد مدرسة الألسن وعُيـِّن مديراً لها إلى جانب عمله مدرساً بها ، وفى هذه الفترة تجلى المشروع الثقافى الكبير لرفاعة الطهطاوى ووضع الأساس لحركة النضهة التى صارت في يومنا هذا، بعد عشرات السنين إشكالاً نصوغه ونختلف حوله يسمى الأصالة أم المعاصرة كان رفاعة أصيلاً ومعاصراً من دون إشكالٍ ولا اختلاف ، ففى الوقت الذى ترجم فيه متون الفلسفة والتاريخ الغربى ونصوص العلم الأوروبى المتقدِّم نراه يبدأ في جمع الآثار المصرية 0
القديمة ويستصدر أمراً لصيانتها ومنعها من التهريب والضياع. وظل جهد رفاعة يتنامى بين ترجمةً وتخطيطاً وإشرافاً على التعليم والصحافة ، فأنشأ أقساماً متخصِّصة للترجمة (الرياضيات - الطبيعيات - الإنسانيات) وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد وومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السي وكانت ضمن مفاخره استصدار قرار تدريس العلوم والمعارف باللغة العربية (وهى العلوم والمعارف التى تدرَّس اليوم في بلادنا باللغات الأجنبية) وإصدار جريدة الوقائع المصرية بالعربية بدلاً من التركية ، هذا إلى جانب عشرين كتاباً من ترجمته ، وعشرات غيرها أشرف على ترجمتها. بيد أن هذه الشعلة سرعان ما خبت، مع تولِّى الخديوى عباس حكم مصر ، فقد أغلق مدرسة الألسن وأوقف أعمال الترجمة وقصر توزيع الوقائع على كبار رجال الدولة من الأتراك ، ونفى رفاعة إلى السودان سنة 1267ه=1850م وهكذا عَبَس وجه الثقافة ، وعُوِّقَ رفاعة عن مشروعه النهضوى الكبير ، بيد أن رفاعة لم يعبس ولم يعاق ، فواصل المشروع في منفاه ، فترجم هناك مسرحية تليماك لفنلون ، وجاهد للرجوع إلى الوطن وهو الأمرُ الذى تيسَّر بعد موت الخديوى عباس وولاية سعيد باشا ، وكانت أربعة أعوام من النَّفْى قد َعاد رفاعة بأنشط مما كان ، فأنشأ مكاتب محو الأمية لنشر العلم بين الناس وعاود عمله في الترجمة (المعاصرة) ودفع مطبعة بولاق لنشر أمهات كتب التراث العربى (الأصالة).وقضى رفاعة فترةً حافلة أخرى من العمل الجامع بين الأصالة والمعاصرة حتى انتكس سعيد فأغلق المدارس وفصل رفاعة عن عمله سنة1278هـ/1861. ويتولى الخديوى إسماعيل الحكم بعد وفاة سعيد، سنة 1280ه 1863م فيعاود رفاعة العمل ويقضى العقد الأخير من عمره الحافل في نشاط مفعم بالأمل ، فيشرف مرة أخرى وأخيرة على مكاتب التعليم ، ويرأس إدارة الترجمة ، ويصدر أول مجلة ثقافية في تاريخنا رَوْضَةُ المَدَارِسِ ، ويكتب في التاريخ (أَنْوارُ تَوْفِيقِ الجَلِيل فِى أَخْبَارِ مِصْرَ وتَوْثِيقِ بَنىِ إِسْمَاعِيل) ، وفى التربية والتعليم والتنشئة (مَبَاهِجُ الأَلْبَابِ المِصْرِيَّةِ فِى مَنَاهِج الآدَابِ العَصْرِيَّةِ)، (المُرْشِدُ الأَمِينِ للبَنَاتِ والبنَينِ) ، وفى السيرة النبوية (نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِى تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ)ومن مؤلفاته ايضاً (القول السديد في الاجتهاد والتجديد)و(تعريب القانون المدنى الفرنساوى)و(مغامرات تليماك)و(قلائد المفاخر)و(المعادن النافعة)و الكتير من المؤلفت الاخرى.
وفاته : توفى رفاعة الطهطاوى سنة 1290 هـ/1873م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق